تونس تُنتخب بالإجماع عضواً في لجنة اليونسكو لحماية وتعزيز تنوع التعبير الثقافي

بقلم: يسري تليلي

في إنجاز دبلوماسي وثقافي جديد يُضاف إلى رصيدها الدولي، تم اليوم الجمعة 20 جوان 2025 انتخاب تونس بالإجماع لعضوية اللجنة الحكومية الدولية لحماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، للفترة الممتدة من 2025 إلى 2029، وذلك خلال أشغال الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية 2005 المنعقدة بمقر منظمة اليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس.

ويُعد هذا الانتخاب تتويجاً مستحقاً للجهود المتواصلة التي تبذلها تونس، من خلال مؤسساتها الحكومية والفاعلين في المجتمع المدني، للنهوض بمشهدها الثقافي وتعزيز مكانة الفنان كمحرك أساسي للابتكار والإنتاج الإبداعي. كما يُمثّل اعترافاً دولياً متجدداً بالدور المحوري الذي تضطلع به بلادنا في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية، وإرساء سياسات تشجع على حرية التعبير الفني والثقافي، ضمن مقاربة شاملة للتنمية المستدامة.

لقد أثبتت تونس، مرة أخرى، قدرتها على التفاعل الفاعل والبنّاء مع التحولات المتسارعة التي يعرفها الفضاء الثقافي العالمي، وخاصة في ظل الثورة الرقمية التي فرضت تحديات كبرى على إنتاج وتوزيع واستهلاك المحتوى الثقافي. ويأتي انتخابها في هذه اللجنة ليعزز صوتها داخل المنظمات الدولية، ويمكنها من الإسهام المباشر في صياغة السياسات الثقافية العالمية، بما يُراعي خصوصيات دول الجنوب ويضمن تكافؤ الفرص الثقافية بين الشعوب.

وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة الحكومية الدولية لحماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي تُعتبر إحدى الآليات الرئيسية لتنفيذ اتفاقية 2005، وهي تُعنى بمتابعة تنفيذ الالتزامات المتعلقة بتعزيز تنوع التعبير الثقافي، ودعم تبادل الخبرات بين الدول، وتمكين الفنانين والمبدعين من فضاءات أرحب للتعبير والإبداع.

إن انضمام تونس إلى هذه اللجنة في هذه المرحلة المفصلية ليس فقط مكسبًا دبلوماسيًا، بل هو أيضًا مسؤولية وطنية كبرى، تستوجب مزيدًا من الاستثمار في الثقافة باعتبارها رافعة تنموية واقتصادية، ودعماً متواصلاً للمبدعين التونسيين داخل البلاد وخارجها.

في زمن التحديات العابرة للحدود، تظل الثقافة جسرًا مفتوحًا للحوار، وتبقى تونس، كما عهدناها، حاملة لمشعل التنوير والانفتاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى